أمّي.. يا أمّي.. أمّنا.. يا أمّنا.. قصيدة للشاعرة/ مادونا عسكر

 أمّي... يا أمّي
أمّي... يا أمّي
أمّنا... يا أمّنا
يا جمال الله في عيون الأطفال البريئة
وبسمة الرّحمة في هياكل الأسرارْ
أمسكي بقلوبنا الصّغيرة
وارفعيها إلى ذرى الأحضان الإلهيّة...
واعطفي يا سيّدة
على هذا العالم الفقيرْ
أنقذيه من تعاليه المريرْ...
وتشفّعي...

يا سيّدة الأرض والسّماءْ
يا رفعة التّواضع في أتمّ كمالهِ
وياسمينة الخجل في أبلغ تواضعهِ
انثري ورود الخشوع في دنيانا
علّنا نبرأ من داء اختيالنا
فنستعيد صورة البهاء الأوّلْ
ونثمل من خمر الحبّ الأوّلْ...
نزرع الحبّ في عالم مسكينْ
من فرط الحقد أشرف على الهلاك المبينْ...
تلقّفي يا سيّدة مرارة النّفوسْ
ترأّفي ببصرك عليها
وتحنّني...
يا بسمة الأرز على ثغر الرّبّ
ودمعة الحبّ في قلبه الكريمْ
يا سوسنة عطرة تصلّي في ثبات مستديمْ
مدّي يديك الطّاهرتين وباركي
نفوساُ عائلة، تشدّها ملذّات هذا المنفى
ترهقها أنواره الزّائفة...
أشرقي عليها بثوبك الأمهقْ
وارفعي عنها شرّ السّقوط الأعظمْ
وتعطّفي...
عيون الأمّهات تصبو إليكِ
ترجو سلاماً يقطر من بركة كفّيْكِ...
فلينهمر على أبناء نهشت قلوبهم الأحزانْ
أو ساروا في مواكب الموت المبهمِ...
أطفال يشكون لكِ مرارة الحرمان الأليمْ
يتضرّعون إليكِ... فاسكبي التّعزية والتّحنانْ...
واستجيبي...
يا سيّدة...
يا سيّدتي... يا سيدتنا
ضاق العالم بالضّجيج يجلجل في كيانه العليلْ
ويترنّح من فرط الخوف البهيمْ...
ارفعيه إلى حُجْركِ الهنيء
وهدهدي له أغنية الإله الجليلْ
فينام هانئاً بعد ليل من الأسقام، ويستكينْ
ويجذل في حضنك الأمينْ...
ويتقدّسْ...
يا مريم الجميلة
يا عروس الحبّ السّنيّ
وهبة القدّوس السّريّ
اسهري على طهارتنا
وحامي عنّا لدى ابنك الحبيبْ
حتّى إذا ما حلّ بمجده العظيمْ
التففنا حول ظلّك المهيبْ
أكاليل نورانيّة تمجّد قداسة العليّ...